لو أخذنا زجاجة صغيرة فيها ماء . ثم وضعنا الزجاجة في قدر موضوع على النار ومملوء بالماء النقي ( الماء المقطر الذي لا يحتوي على الملح ) . بحيث لا تلامس تلك الزجاجة قعر القدر .. بمعنى أن تكون الزجاجة معلقة في وسط القدر المملوء بالماء النقي - والذي هو في غليان - .
سوف تتوقع - أخي الملاحظ - أن الماء الموجود في الزجاجة سوف يغلي تبعًا ..
لكنه لن يغلي مهما طال انتظارك .. !!
لماذا لا يغلي الماء ؟؟
- لا فرق بين المائين إلا أن الماء الموجود في الزجاجة منفصل عن ماء القدر بواسطة جدران الزجاجة ، والذي يمنع بدوره اشتراك ماء الزجاجة بالتيارات التي تحرك الماء الموجود في القدر .
- إن كل قطرة من الماء الموجود في القدر يمكنه أن يلامس قعر القدر الحامي مباشرة ، أما الماء الموجود في الزجاجة فإنها يمكنها أن تلامس بصورة غير مباشرة الماء المغلي وحسب .
...
بعض المستفاد من التجربة
لو نلاحظ المائين فإنهما عبارة عن مركب واحد متجانس . ونلاحظ أن الفاصل الذي حال بين ظهور خاصية الماء مع الحرارة ( الغليان ) ، وتخلف هذه الخاصية عن الماء الثاني - بالرغم من تجانسهما - نلاحظ أن الفاصل رقيق شفاف .
يشبه بذلك تأثير الأسباب ( المتناسبة والمتجانسة ) بالأشياء حتى يحسبها الإنسان أن نتائج هذه الأسباب لا تتخلف أبدًا ..
وتشبه التقوى الزجاجة الرقيقة الشفافة ، حين تشترك مع الأسباب ، فإنها تحول بين الأسباب وبين نتائجها ( الحتمية ) على ما نحسب .