د. صلاح الخالدي ولماذا جمعة 5/10 ؟؟

د. صلاح الخالدي:
الحمد لله رب العالمين...والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين..والعاقــــبة للمتقين....ولا عدوان إلا على الظالميــن..
أما بعد:

أبنائي وبناتي...إخواني وأخواتي...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-


- فإن صدى صوتَ تلك النملة الحصيفة الأصيلة لا زال في الخاطر يتردد
ويتجدد...ذلك لأن صوتَها غيرَ المكلفِ إعلانٌ عن تقصيرنا العريض
وقعودنا المريض...
-أبنائي..إن لهذا الوطن علينا حقاً لا ينكره إلا جاحد..ومن لم يهتم لأمر
المسلمين فليس منهم وإن كان بالجسد يعيش معهم..فكلُّ سعي لإخراج الأمة من
ركام الغيِّ والفساد هو سعيٌ متعلقٌ برقابنا فنحن له مأسورون وبالتزامه
مأمورون مكلفون..
- فالإصلاح صورةٌ من صور فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
تلكم الفريضة الغائبة...خاصةً والوطن اليوم أحوج ما يكون لهذه الصيحة..

-وقد جعل الله تعالى الإصلاح سبباً في نجاة الأمم من الهلاك..
فبالله كيف جعلوا الإصلاح في دستورهم سبباً في الإفساد والفتن..ما لهم كيف يحكمون؟؟!!
-ألم يقرأوا قوله تعالى:"فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون
عن الفساد في الأرض إلا قليلاً ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما
أُترفوا فيه وكانوا مجرمين,وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها
مصلحون"..فجعل من ركن واستكان إلى الترف..ظالم مجرم
سعيه إلى تلف!!

- وسأطرح عليكم مأساة واحدة من مآسي الوطن..ومآسيه كثيرة.. فقد تحكمت فيه
طائفة من المفسدين السارقين اللصوص المجرمين الذين يسعون في الأرض فساداً
ويظهرون للناس بقناع الصلاح والفلاح..ألا خابوا وخسروا ما هم في الميزان
إلا كالمنافقين الذين ادعوا الإصلاح فكذَّبهم الله تعالى وفضحهم وجردهم من
ثياب
وطياليس الادعاءات الباردة الكاذبة..

- ومما يندى له الجبين أن ديون هذا الوطن قد بلغت عشرون مليار
ديناراً تقريباًً!!! فمن سيسددها ومن سيرفعها عن كاهل الناس..
تخيلوا يا رعاكم الله....يولد الطفل في بلادنا مديوناً...واعجبي!!

- فلا بد من وقفة في وجه هؤلاء لئلا يستمر تيار الفساد بالانجراف..ومن
يقوم بهذا العمل محتسباً الأجر والثواب مخلصاً لله عز وجل في مسعاه
وممشاه..لهو المجاهد..فهذا من الجهاد بمكان..جهاد بالكلمة لا بلطجة وهمجية
كما يسميها الكثيرون
يوم باتت الأشياء تسمى بغير مسمياتها....فهؤلاء من
أولي البقية..وهؤلاء هم نجوم الوطن وكواكبه المنيرة الخيّرة..فيجب أن نكون
معهم ومنهم ونعلي صوت الحق مع أصواتهم..فهي أصوات يحبها الله تعالى..فالله
الله في النوايا..رابطوا من الآن على
الإخلاص وجردوا النفس من الرياء وحب الظهور..


-ورسالتي إلى الخارجين الصادحين بكلمة الحق والدين:
*لا تخربوا ولا تكسروا ولا تحرقوا فهدفكم أرقى وأسمى وأعلى من هذا...فلتكن مسيرتكم سلمية ربانية لوجه الله عليَّة...
-أما رسالتي الأخيرة فهي لمن يُسمون بالبلطجية والأزلام..وهو تحريم وتحذير..
*اتقوا الله ...إياكم والتعرض بالأذى لهؤلاء الربانيين المصلحين...
إياكم وضربهم بالعصي والحجارة أو بالسيخ و الحديد أو بمنجل المشاوي كما
حدث في مسيرات سابقة..!! إياكم وإياهم فهؤلاء من جند الله المخلصين فلا
تزايدوا على نواياهم ومقاصدهم..من اكتفى بالقعود فلا يكثر سواد جريمته
بالحث على القعود...

-هذا والله تعالى أعلم...والحمد لله رب العالمين...