**الصحة مطلب عظيم يطلبه كل أنسان ويسعى للحصول عليها، ويبذل الغالي والرخيص لكي يتمتع بصحة الجسم الكاملة والتي بها يستطيع العيش بسلام ويحقق الأهداف التي خلقه الله من أجلها.
ومع وضوح هده الحقيقة إلا أننا نجد كثيرًا من الناس إما أن يمارس بعض العادات السيئة التي لها ضرر واضح على عافية وصحة البدن مثل تدخين السجائر وتعاطي القات، وإما أن يغفل ويهمل أمور أجمعت الأبحات على فوائدها العظيمة على صحة الأبدان مثل ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة؛ بل أن كثرة فوائد ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة جعلتها من العوامل الرئيسة ليس فقط لتحسين لياقة الجسم، بل و أيضًا لضمان كفاءة وحيوية عمل أجهزته المختلفة.
يعتقد كثير من الناس أننا نقصد بالتمارين الرياضية المنتظمة فقط أن يكون الشخص ضمن نادي رياضي يمارس نوعًا معينًا من الرياضة مثل كرة القدم أو التنس وغيرها من أنواع الرياضة الخاصة الأخرى. طبعًا هذا الاعتقاد غير صحيح إذ يستطيع أي شخص أن يجني فوائد وثمار الرياضه الصحية من خلال برنامج بسيط وميسر يضمن فيه تحريك أجزاء كثيره من جسمه بشكل منتظم ولفتره محددة مثل المشي أو الجرى أو السباحة يوميًّا لفترة ساعة واحدة أو أكثر.
ولعل أنسب وقت لممارسة التمارين الرياضية ساعات الصباح الباكرة على أن يبدأ برنامجه الرياضي بشكل تدريجي وألا يرهق نفسه في الأيام الأولى.
**ماذا يحدث لأجهزة الجسم أثناء التمارين الرياضية؟
أثناء ممارسة التمارين الرياضية يعمل وينشط أكثر من جهاز من أجهزة الجسم، ومع أن أداء التمارين الرياضية هي مسؤولية الجهاز الحركي والعضلات بالدرجه الأولى إلا أن حركة هذه العضلات تحتاج إلى مصادر إضافية من الطاقة؛ فيؤدي ذلك إلى تنشيط عمل الكبد والجهاز الهضمي وزيادة عمليات احتراق الغذاء داخل الجسم.. الأمر الذي يؤدي للتخلص من التراكمات الغذائية والدهنية فيصبح الجسم خفيفًا ونقيًّا وحيويًّا.
ومع حركة العضلات تزداد الحاجة إلى كمية أكبر من الأكسجين؛ فيؤدي ذلك إلى زيادة نشاط الجهاز التنفسي فتصبح الرئة أكثر حيوية، وتكون عضلات التنفس أكثر قوة ونشاطًا. لذلك نرى أن كفاءة الوظائف التنفسية عند الشخص الذي يحرص على التمارين الرياضية والحركة المنتظمة أكثر وأنشط مقارنة بالشخص الذي لا يمارس التمارين المنتظمة.
ولما كان الدم هو المسؤول عن نقل الأكسجين والغذاء للعضلات؛ فأن نشاط القلب وجريان الدم في الأوعية الدموية يزداد أيضًا فيؤدي ذلك إلى زيادة كفاءة عمل القلب وتقوية عضلاته وينشط جريان الدم في الأوردة والشرايين الأمر الذي يمنع حدوث أحتباس الدم في الأوردة وما يسببه ذلك من مشكلات صحيه.
**اللياقـه البدنيــة
عند انتظام الإنسان على ممارسة نوع من أنواع الحركة المنتظمة كالمشي أو السباحة أو الجري وما يتبعهما من حدوث نشاط في جميع أجهزة الجسم، يصل هذا الإنسان بعد شهور قليلة إلى مرحلة يصبح فيها مستوى كفاءة أجهزة الجسم أكثر قوة وحيويه الأمر الذي يمنحه قدرة ونشاطًا أكثر من غيره، حيث تزداد لديه المقدرة الحركية فيكون العمل الذي يؤديه أو التمارين الرياضية التي أعتاد عليها أكثر يسرًا وسهوله و هذا ما نسميه بـ"اللياقة البدنية".
اللياقة البدنية يختلف مستواها وتختلف قوتها باختلاف عدد ساعات التمارين الرياضية التي اعتاد الشخص على مزاولتها وعدد السنوات التي مرت منذ أن بداء تمارينه الرياضية . وفي أبحاث جديدة فأن فوائد اللياقة البدنية تنعكس أيضًا على الوظيفة العقلية وعمل المخ وكذلك تحسين الحاله النفسية.
**فوائد التمارين الرياضية على صحة الجسم
لا يكاد يمر وقت قصير حتى نجد الأبحاث العلمية جاءت بجديد في فوائد التمارين الرياضية على صحة الجسم، ومن هذه الأبحاث الآتي:
1- ما أكدته مجموعة من الباحثين من أن الرياضة من شأنها تحسين حالة القلب أسرع وأكثر مما كان متوقعًا. وأشارت دراسة إلى أن ثلاثة أسابيع تكفي لتقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب إذا ما تم الالتزام بالتغذية الصحية ومزاولة التمارين الرياضية، حيث وجد في هذا البحث أن المشي لفترة تتراوح بين 45 و60 دقيقة يوميًّا يقلل الكولسترول وينشط عمل القلب والدورة الدموية. وفي دراسة طبية أخرى وجد أن ممارسة الرياضة لمدة أربع ساعات أسبوعيًّا تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب والشرايين التاجية بنسبة 40% تقريبًا وخاصة لدى النساء المصابات بداء السكري.
2- قال باحثون كنديون إن ممارسة الرياضة والنشاطات الحيوية في مراحل الطفولة تحفظ العظام قوية وسليمة عند البلوغ وفي مراحل الشيخوخة. وأوضح الباحثون أن الإنسان يخسر حوالي ربع كثافته العظمية عند تقدمه في السن مما يضعف العظام, وخاصة إذا لم يكن بناؤها صحيحًا وقويًّا منذ الطفولة. ويعتقد العلماء أن الأطفال الذين يواظبون على ممارسة نشاطات بدنية كثيرة قبل سنتين من بلوغهم -وهي الفترة التي يصل فيها التمعدن العظمي إلى أقصى زيادة له- سيكتسبون عظامًا قوية وصحية. ويرى الخبراء أن هذه الدراسة قد تسهم في تغيير الطريقة التعليمية المستخدمة في المدارس لإضافة النشاطات البدنية كجزء أساسي من المنهاج الدراسي.
3- ذكرت دراسة طبية أن المشاكل الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ليست نتيجة حتمية للتقدم في العمر، وأنه يمكن الوقاية منها بالاحتفاظ بلياقة بدنية عالية في المراحل المبكرة من العمر. وذكرت (مرسيدس كارنثون) من كلية طب فاينبرج بجامعة نورث وسترن التي أشرفت على الدراسة، أن النقطة الأساسية هي أن الإصابة بعوامل يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب وأن السكتة الدماغية ليست مجرد نتيجة طبيعية لتقدم العمر. وأضافت كارنثون "بالحفاظ على اللياقة البدنية يستطيع كل الناس بمن فيهم النساء حماية أنفسهم من تلك الأخطار".
4- قال باحثون اختصاصيون: إن ممارسة الرياضة الخفيفة يوميًّا لمدة نصف ساعة تمثل علاجًا أو إجراء وقائيًّا فعالاًّ ضد مرض هشاشة العظام دون الحاجة إلى استخدام العلاجات الهرمونية الصناعية. وأوضح الباحثون أن المشي والسباحة والهرولة البسيطة واليوغا أو أي نشاط آخر يتناسب مع مستوى اللياقة وتركيبة العظام عند الشخص, وخاصة عند المصابين بترقق العظام؛ يفيد في حماية العظام والحفاظ على سلامتها. وفي دراسة أخرى أكد باحثون أمريكون أن المشي لمدة أربع ساعات أسبوعيًّا قد يقلل بنسبة 40% احتمالات إصابة النساء بكسور الفخذ الناتجة عن هشاشة العظام. وتعد هذه النتيجة نبأً سارًّا للنساء اللاتي يخشين مخاطر العلاج التكميلي بالهرمونات.
5- بات بإمكان الذين يتعاطون أدوية مضادة للاكتئاب الاستغناء عنها الآن؛ فقد قال أطباء ألمان: إن ممارسة التمرينات الرياضية الحركية هي أفضل طريقة لعلاج الاكتئاب الشديد. وقال الطبيب فرناندو ديميو في تقرير نشرته المجلة البريطانية للطب الرياضي إن التمرينات الحركية يمكن أن تؤدي إلى تحسن جوهري في وقت قصير في الحالة المزاجية لمرضى الاكتئاب الشديد.
6- أكدت دراسة أميركية أن التمارين الرياضية لا تفيد الجسم فحسب وإنما تمتد فوائدها لعقلها أيضًا، وقال فريق بحث من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو إن الدراسة أثبتت أن الكسل من شأنه أن يرتد وبالاً على القدرات الذهنية للإنسان.
7- أثبتت دراسة حديثة نشرتها المجلة الطبية البريطانية أن الرياضة الخفيفة والمتوسطة تفيد الأشخاص المصابين باضطراب عظمي عضلي يعرف باسم تليف العضلات. وأوضح الباحثون أن هذا الاضطراب يتميز بتعب مزمن وألم عظمي وعضلي عام, ويسبب آلامًا في مواقع مختلفة من الجسم واضطرابات النوم والإرهاق وصعوبات هضمية وزيادة الحساسية للمواد الكيماوية الموجودة في البيئة. ويعاني حوالي 1% من البالغين من هذه الحالة ومعظمهم من النساء في سن اليأس, مشيرين إلى أن سبب هذه الحالة لم يتضح بعد ولا يتوافر علاج فعال لها.
8- أكد اختصاصيو الطب والجراحة أن الرياضة خير وسيلة لتخفيف الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل العظمي الذي يصيب الركبة. ووجد هؤلاء الاختصاصيون وفقًا لدراسة جديدة نشرتها مجلة (علوم الروماتيزم) المتخصصة, أن التمارين الرياضية كالمشي, تخفف الألم وتحسّن القدرة على الحركة عند المرضى المصابين بالتهاب المفصل العظمي في الركبة, وهو أحد الأمراض المصاحبة للشيخوخة والتقدم في السن, والذي قد يظهر عند الشباب. ويحدث هذا المرض عندما تبدأ المفاصل بالبلى والتحلل مع الزمن أو عند إصابتها بالتلف جراء الرضوض أو الجروح. وأشار الأطباء إلى أن أهم أعراض هذا المرض تتمثل في آلام المفاصل وتصلبها, مما يعيق الحركة الكاملة ويسبب العجز, وغالبًا ما يخضع المصابون بالتهاب المفاصل العظمي في الأوراك لعمليات استبدال الورك الصناعية. وفي دراسة أخرى قال باحثون في جامعة إلينوي الأميركية إن التمارين المعتدلة البسيطة مثل المشي نصف ساعة يوميًّا, يساعد في تقليل ضغط الدم الشرياني إلى حدوده الطبيعية.
9- أكد باحثون أميركيون أن قليلاً من التمرينات الرياضية يمكن أن يوقف التغيرات المميتة التي تشكل الأساس لمرض القلب في الأطفال البدناء. وقد أظهر العديد من الأطفال البدنيين بالفعل أن لديهم إشارات غير عادية تنبئ بأنهم في المراحل المبكرة من الإصابة بأمراض الشرايين، وأظهرت دراسات أخرى أن مثل هؤلاء الأطفال ظهرت عليهم أعراض ملموسة بعد مرور بين 30 إلى 40 عامًا