برشلونه ابداع وامتاع واقناع

منقول من شبكه الكلاسيكو - برشلونه -

الحمد لله خيب الكتلان ظني وابعدوا القلق عني وبددوا كل المخاوف التي كانت تساورني قبل المباراة واجهزوا على الريالي الصغير برباعية ساحقة , نتيجة كانت كفيلة ان تجعل فريق الغريم ولاعبية تحت الضغط لانها رفعت الفارق الى +8 بحكم انها اقيمت قبل مباراتهم بساعتين . البرشا حقق المهم والاهم في هذه المباراة , فالمهم كان تحقيق الانتصار وتفادي اي تعثر في بداية الموسم من الممكن ان يتحمل الفريق تبعاته في النهاية كما حصل في الموسم الماضي عندما اخفق الكتلان في بداية الموسم كثيراً مما اثر على الفريق في النهاية بخسارة اللقب لمصلحة الغريم . اما الاهم فهو تحقيق الفوز بامتاع واقناع ومتعة مقطوعة النظير , بحيث ان البرشا بالفعل كان رائعاً في كل شي وفي جميع الخطوط وكانت الرغبة واضحة في تسجيل نتيجة طيبة من شانها ان تؤثر على الحالة النفسية لدى لاعبي الغريم وهو ما حصل بالضبط في مباراتهم مع اشبيلية والتي اعلنت رسمياً عن وصول الفارق الى +8 بعد مرور اربع جولات فقط على انطلاق الليغا!!!.

المباراة كانت رائعة تكتيكياً وفنياً من جانب الفريق الكتلوني الذي سيطر على اجواء اللقاء منذ اللحظة الاولى وحتى اللحظة الاخيرة , فعلى الرغم من ان (تيتو) بدأ المباراة بتشكيلة نصف اساسية الا انه اثبت انه قادر على اظهار افضل ما لدى اللاعبين وكان ذلك متجياً في تحركات اللاعبين على ارض الميدان , فقد ابدع اللاعبون ايما ابدع وقدموا المتعة التي دائماً ما عهدناها في اداء الكتلان . الحقيقة ان اداء الفريق في مباراة الامس جعلني اثق تمام الثقة ان البرشا لم يمت كما ادعى انصار الفرق الاخرى حينما رددوا وقالوا ان زمن الكتلان قد ولى واندثر , رأيت ثقة وعزيمة كبيرتين في نفوس اللاعبين بالتأكيد زرعها فيهم هذا المدرب الشاب الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة تنتمي لاروقة هذا النادي الكبير . ومن اميز ما لاحظته في مباراة الامس هو ان المدرب اجلس ميسي على دكة البدلاء على الرغم من حساسية وصعوبة المباراة , وبنظري انه وفق في ذلك القرار الصعب وقد استفاد بشكل كبير من بقاءه على الدكة في امرين مهمين , فالامر الاول هو انه قد تفادى زيادة ارهاقه نظراً لان ميسي لعب مباراتين كانتا قويتين مع منتخب بلاده وكان ذلك في ظرف اربعة ايام فقط , واما الامر الثاني فكان الاهم برأيي وهو انه قلل قليلاً من اهمية ميسي الكبيرة للفريق بحيث اننا في بعض المباريات كنا نرى ان البرشا يتعثر ان لم يكن ميسي في يومه , لذا كان قراره موفقاً بشكل كبير وكبير جداً . كذلك كان تيتو موفق بشكل كبير في تبديلاته او بالاحرى كان موفقاً في التوقيت الذي اجرى فيه التبديل , بحيث وعلى الرغم من ان الفريق كان متقدماً بالنتيجة الا انه كان يحتاج للزيادة العددية في المقدمة فكان دخول ميسي في وقت مبكر من الشوط الثاني قد اعطى دافع كبير للفريق لكي يتقدم اكثر للامام لتأمين النتيجة , واما دخول فيا فكان ضرورياً لاستعادة لياقته التي بدأت تعود اليه رويداً رويداً . عموماً المبارة كانت رائعة من طرف المدرب الكتلوني ليؤكد انه مدرب يحسن قراءة المباريات وكذلك قراءة الخصوم اثناء المباراة , انتهت مباراة مهمة وبانتظار ماالذي سيفعله هذا المدرب الشاب مع الفريق في قادم المباريات .

اما اللاعبين فكانوا رائعين بكل ما تعنيه الكلمة , فألتزاماتهم بتعليمات المدرب كانت كفيلة بان يظهروا بهذا الشكل ناهيك عن انهم كانوا مصممين ان يظهروا بشكل جيد وبالتحديد اللاعبين الذي غالباً ما يكونوا احتياطيين , فخط الدفاع كان رائعاً بتواجد قلب الاسد بويول وبرج المراقبة بيكي في قلب الدفاع وكل من الظهير والايسر المدافع (المهاجم) ادريانو وكذلك الشاب المتألق والواثق من نفسه مونتويا وكذلك البديل (المقاتل) ماسكيرانو , فكل اؤلئك قدموا مباراة رائعة دفاعياً واوقفوا وانهوا كل مرتدات خيتافي التي كانت سلاحهم الوحيد في هذه المباراة وحتى الهدف الذي استقبلته الشباك الكتلونية لم يكن الا ضربة حظ بحكم ان الكرة ارتطمت بادريانو ومن ثم بماسكيرانو لتتغير وجهة الكرة . اما خط الوسط فكان شعلة من النشاط على الرغم من غياب الرسام الذي كان المحرك الرئيسي له في المباريات السابقة وذلك بظهور جافي بشكل رائع ومذهل والذي برأيي استحق ان يكون نجم المباراة جنب بجنب مع فابريغاس الذي اكد انه لاعب احترافي على مستوى عالي فعلى الرغم من استبعاده للعب في المباريات السابقة كأساسي الا انه بدى سعيداً جداً وساعد ذلك الفريق على التألق , وبجانب ذلك التألق ظهر الشاب الرائع تياغو وكأنه لم يكن مصاباً فكان مؤثراً جداً جنباً الى جانب مع الجندي المجهول ومنسق الاداء الكتلوني الرائع بوسكيتس . اما خط الهجوم فكان رائع بشكل كبير والمتمثل بكل من بيدرو وتيللو , فعلى الرغم من انهم لم يسجلوا الا انهم كانوا قمة في الروعة وكان لاختراقاتهم المتواصلة الاثر الواضح في تسجيل معظم الاهداف . عموماً الفريق حقيقةً قدم اداء بنظري هو الاروع منذ بداية الموسم وما الهدف الثالث الذي جاء بالطريقة (الغوارديولية) الا دليل على ان الفريق كان في يومه والاداء الذي حصل كان غاية في الروعة .

انتهت مباراة ويبقى الموسم طويل وطويل جداً , الفارق اصبح +8 مع الغريم وهنا من حق اي مشجع كتلوني ان يحتفل ويفرح ويهلل بهذا الفارق الكبير وان يفتخر الى ما وصل اليه الفريق في هذه المرحلة , ولكن يجب ان يكون الفرح على اساس الفارق النقطي وليس على اساس ضمان الفوز بالدوري! , نعم ربما يستغرب البعض انني اقول هذا الكلام ولكن الحقيقة تقول ان بعض مشجعي البلوغرانا وكذلك بعض من انصار الغريم قد اكدوا وضمنوا لقب الدوري للبرشا نظراً لفارق النقاط الثمان! , ناسين او متناسين كيف كان الفارق بين الغريم والبرشا العام الماضي عندما كان +10 لمصلحة الغريم قبل ثمان او تسع جولات عن النهاية وما هي الا ثلاث مباريات حتى اصبح الفارق +4 ولولا فوز الغريم في الكلاسيكو بعدها لاصبح الفارق عندها +1 قبل اربع جولات عن النهاية , اذاً ما هو الا تعادل واحد ليس الا و(ربما) يبدأ بعدها العداد بالتناقص وترجع الامور الى الصعوبة . ربما سيقول الاغلبية انني افتقد للثقة بالفريق الا انني اؤكد ان الامور مازالت بالبداية وعلى الرغم من ثقتي الكبيرة بالفريق الا انني احب الاحتفال وقت الاحتفال اي انني فرحت عندما اصبح الفارق +8 ليلة البارحة وسأفرح اكثر عندما يتوج الفريق باللقب ولكن كل شي بوقته ان شاء الله تعالى .
في النهاية ارجوا ان يواصل الفريق على هذا المنوال وان يستمر في تحقيق النتائج الطيبة والايجابية ولا ضير ان تكون مصحوبة بالمتعة والابداع في المباريات القادمة . الفريق على ابواب الدخول في معمعة دوري الابطال وماهي الا ايام حتى تنطلق صافرة البداية معلنة انطلاق البطولة الاقوى على مستوى العالم , بداية الكتلان ستكون مع فريق روسي نتيجتها على الورق كتلونية ولكن في الملعب يكون الفوز في الغالب لمن يعطي للكرة حقها , فأتمنى ان يعطي الكتلان الكرة حقها في الملعب لتحقيق النصر ان شاء الله ...