يهربون من الموت إلى الموت ...!!

و كأنم يهربون من الموت الى الموت علّ موتاً اخر يتخطّفهم فيريحهم من انتظاره !!
هكذا همّ في سوريا.. مسلسلهم اليومي الذي طال.. حكاية كل اب أمسك بين ايديه ابنه متفحماً و صور كثيرة تنتفض لها القلوب و تقشعر لها الابدان ...
كل يوم و بالاخص في ساعات الليل المتأخرة - و بحكم موقع السكن- نسمع اصوات الانفجارات و تستمر لساعات ! لها رهبة من هنا .. فكيف لمن هناك !! عدا عن عدم خلوها من عنصر المفاجأة ... الفاصل الزمني بين كل واحدة و التالية لوحده يصنع قلقا مرعبا.. بعضها متتالي و بعضها الله اعلم متى تأتي التالية..
اذكر انه بيوم و على ساعة المغرب تقريبا.. دوّى صوت مرعب هزّ البيت كله.. خرج الناس في المنطقة الى الشوارع لينظروا ما الذي حصل.. لم يدرك احدنا انها فقرة من احتفالات سوريا!!
سوريا .. يا جرحنا النازف .. من كان يتوقع ان تكوني ركاما و حطام بيوتك يحوي اشلاء من كانوا ساكنيها !!! على كل شخص في سوريا ان يقعد متحسرا على ما فقد امس.. باكيا ما فقده اليوم.. منتظرا ما سيفقده غدا!!
الموت يخطف بعضهم من بعض.. و لربما كان هذا اهون من اعراضِ لهم تنتهك!!
خرّبوها .. دمّروها .. و قتلوا ياسمين الشام..
سورّيتي.. كنا نعلمك عروسا بخضرتك و كل خيراتك..فأين الذي كان من الذي نراه الان.. يا شام : "طال المطال يا حلوة تعالي"..
أنتِ الآن : اطفال قد سدت امعاءهم عن الجوع الكرامة.. انتي الان قلوب امهات تتلوى.. ضعتي بين فاقد و فقيد..
لمثل هذا الطفل نتمزق : "بطني فاضي من الصبح " !!!!!!
عندما يكون في ألم الجوع غصة قهر..



نحن هنا لا نملك لهم الا الدعاء .. اللهم فرج كربهم و عنهم و انصرهم اشف مرضاهم و ارحم كبيرهم و صغيرهم و ضعيفهم .. ليس لهم الا انت !
اجعلو لهم احبتي نصيبا في دعائكم كل يوم و هذا اضعف الايمان و لا حول و لا قوة الا بالله