[color=green]ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﺪﻛﻢ ﺍﻟﻘﺼﺔ
ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﺣﺪَ ﺍﻟﻮﻻﺓِ
ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ
ﻣﺘﻨﻜﺮﺍً ﻓﻲ ﺯﻱ ﺗﺎﺟﺮ ،
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﺠﻮﺍﻟﻪ ﻭﻗﻊ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺩﻛﺎﻥٍ
ﻗﺪﻳﻢٍ
ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﺎ ﻳﻐﺮﻱ ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﺀ ،
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﺔ ﺷﺒﻪ ﺧﺎﻟﻴﺔ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ،
ﻳﺠﻠﺲ ﺑﺎﺭﺗﺨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪ ﻗﺪﻳﻢ
ﻣﺘﻬﺎﻟﻚ ،
ﻭﻟﻢ ﻳﻠﻔﺖ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺳﻮﻯ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ،
ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻦ
ﻭﺣﻴﺎﻩ ،
ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﺄﺣﺴﻦ ﻣﻨﻬﺎ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻐﺸﺎﻩ ﻫﺪﻭﺀ ﻏﺮﻳﺐ ، ﻭﺛﻘﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻋﺠﻴﺒﺔ ..
ﻭﺳﺄﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ :
ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻻﺷﺘﺮﻱ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻨﺪﻙ
ﻣﻤﺎ ﻳﺒﺎﻉ !؟
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺛﻘﺔ :
ﺃﻫﻼ ﻭﺳﻬﻼ .. ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻭﺃﺛﻤﻦ
ﺑﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﺴﻮﻕ !!
ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺃﻳﺔ ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﻟﻠﻤﺰﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ..
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺇﻻ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺟﺎﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ !؟
ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﺮﺟﻞ :
ﻧﻌﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﺪ ، ﻓﺒﻀﺎﺋﻌﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ
ﺑﺜﻤﻦ ،
ﺃﻣﺎ ﺑﻀﺎﺋﻊ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﺈﻥ ﻟﻬﺎ ﺛﻤﻦ ﻣﺤﺪﺩ ﻻ
ﺗﺘﻌﺪﺍﻩ !!
ﺩﻫﺶ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺮﻯ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ..
ﻭﺻﻤﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻠﺐ ﺑﺼﺮﻩ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻓﻲ ﺩﻛﺎﻧﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻠﺒﻴﻊ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ :
ﺃﻧﺎ ﺃﺑﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .. ﻭﻗﺪ ﺑﻌﺖ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ،
ﻭﺍﻧﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺷﺘﺮﻭﻫﺎ !....
ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻌﻲ ﺳﻮﻯ ﻟﻮﺣﺘﻴﻦ !..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﻭﻫﻞ ﺗﻜﺴﺐ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺪ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ
ﻃﻴﻒ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ :
ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ .. ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺭﺑﺢ ﻛﺜﻴﺮﺍً ،
ﻓﻠﻮﺣﺎﺗﻲ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﺟﺪﺍً !..
ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻮﺣﺘﻴﻦ
ﻭﻣﺴﺢ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﻓﻴﻬﺎ :
ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ
ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻃﻮﻳﻼ .. ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺑﻜﻢ ﺗﺒﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ !..؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺪﻭﺀ : ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ
ﻓﻘﻂ !!
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﺘﻰ ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ
ﻋﻴﻨﺎﻩ ،
ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ،
ﻭﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺎﻋﺘﺰﺍﺯ ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﻋﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ !!..
ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺟﺎﺩ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻻ ﻧﻘﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ !!
ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻓﻲ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻀﺤﻚ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ..
ﻭﺧﻤﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ
ﻣﺨﺘﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ،
ﻓﻈﻞ ﻳﺴﺎﻳﺮﻩ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺴﺎﻭﻣﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺜﻤﻦ ،
ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺃﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ..
ﻭﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺮﻓﺾ ،
ﻓﺰﺍﺩ ﺃﻟﻔﺎ ﺛﻢ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺭﺍﺑﻌﺔ
ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ..
ﻭﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺼﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺘﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ،
ﺿﺤﻚ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ،
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺳﻴﻨﺎﺩﻳﻪ ﺇﺫﺍ
ﺍﻧﺼﺮﻑ ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮﺙ
ﻻﻧﺼﺮﺍﻓﻪ ،
ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﻓﺠﻠﺲ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ..
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ
ﻓﻜﺮ !!..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﺄﺑﺎﻩ
ﺍﻟﻤﺮﻭﺀﺓ ،
ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗﻌﻤﻞ !!
ﻓﺘﺮﺍﺟﻊ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻮﻱ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ !!
ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻧﺸﺮﺍﺣﺎ ﻟﺬﻟﻚ !!..
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﺍﻧﺘﻔﻊ ﺑﺘﻠﻚ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ،
ﺛﻢ ﻓﻜﺮ ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ،
ﻗﺪ ﺗﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ
ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ !!..
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻬﺮﻭﻝ
ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻋﻦ ﺩﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ ،
ﻭﻟﻤﺎ ﻭﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺎﻝ :
ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ
ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺪﺩﻩ !!..
ﻟﻢ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ
ﻛﺮﺳﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ،
ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﺨﺮﻗﺔ ﻭﻧﻔﺾ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻦ
ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ،
ﺛﻢ ﻧﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ، ﻭﺍﺳﺘﻠﻢ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﻛﺎﻣﻼً ،
ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﺍﻟﺸﻴﺦ :
ﺑﻌﺘﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺑﺸﺮﻁ !!..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ : ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺮﻁ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ
ﺑﻴﺘﻚ ،
ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،
ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻭﺍﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ !!!!!..
ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﻮﺍﻓﻖ !
ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮﻩ ،
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ،
ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﻣﻼﺑﺲ
ﻧﺴﺎﺋﻪ
ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺩﺍﻭﺍﺗﻪ !!!
ﻭﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﺷﻬﻮﺭ ،
ﻭﺣﺪﺙ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻥ ﻗﺮﺭ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻨﺪ
ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻟﻴﻨﻔﺮﺩ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ،
ﻭﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺣﻼﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،
ﺃﻏﺮﺍﻩ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ
ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻓﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻔﻪ ،
ﻭﻓﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺳﻴﺘﻢ ﺫﺑﺢ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ !!!!!
ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ
ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ ،
ﺇﺫ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ،
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ ،
ﻭﻗﺪ ﻳﻔﺸﻞ ﻭﻳﻄﻴﺮ ﺭﺃﺳﻪ !!..
ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ
ﺭﺃﻯ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ :
( ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ) !!
ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎً ، ﻭﺍﻧﺘﻔﺾ ﺟﺴﺪﻩ ،
ﻭﺩﺍﺧﻠﻪ ﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺟﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﺩﺧﻞ ،
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ،
ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻫﻨﺎ
ﻭﻫﻨﺎﻙ :
( ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ) !
( ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ) !!
( ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ !! .. ) !!
ﻭﺣﺘﻰ ﺣﻴﻦ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﻄﺄﻃﺊ ﺭﺃﺳﻪ ،
ﻓﻼ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ،
ﺭﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺴﺎﻁ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﺨﺮﻕ
ﻋﻴﻨﻴﻪ !!..
ﻭﺯﺍﺩ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎ ﻭﻗﻠﻘﺎ ﻭﺧﻮﻓﺎ ،
ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻳﻤﺪ ﺧﻄﻮﺍﺗﻪ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ،
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﻯ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻭﺟﻬﺎً
ﻟﻮﺟﻪ !!
ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ !! !!
ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ ﺟﺴﺪ ﻩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،
ﻭﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﺮﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ
ﻟﻬﺎ ﺻﺪﻯ ﺷﺪﻳﺪ !
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺎﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ
ﺍﻟﺜﻮﺏ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺒﺴﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ :
ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ .. !!
ﺷﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ،
ﺑﻞ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺭﺑﻤﺎ
ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻪ !!
ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ ﺑﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺤﻼﻗﺔ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻮﺍﻟﻲ ،
ﺃﻓﺰﻋﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ :
ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ !! ..
ﻭﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﻳﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻓﺘﺢ
ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ،
ﻭﺃﺧﺬ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ،
ﻭﺑﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ
ﻓﺮﺁﻩ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻫﺎﺩﺋﺎً ،
ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﻪ ﻭﻗﻠﻘﻪ !..
ﻓﻠﻤﺎ ﻫﻢ ﺑﻮﺿﻊ ﺭﻏﻮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻥ
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﺭﺗﻌﺎﺷﺔ ﻳﺪﻩ ،
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺮﺍﻗﺒﻪ ﺑﺤﺬﺭ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻭﺗﻮﺟﺲ ،
ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﻼﻕ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﺎﺩﻯ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ
ﺇﻟﻴﻪ ،
ﻓﺼﺮﻑ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ،
ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﻣﻨﺘﺼﺒﺔ ﺃﻣﺎﻣﻪ
ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ !!.. !
ﻓﻮﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻨﻬﺎﺭﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ
ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻨﺘﺤﺒﺎ ،
ﻭﺷﺮﺡ ﻟﻠﻮﺍﻟﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ !!
ﻭﺫﻛﺮ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ،
ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻘﻮﻡ
ﺑﻪ !!
ﻭﻧﻬﺾ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ
ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺤﺮﺱ
ﻭﺃﻋﻮﺍﻧﻪ ،
ﻭﻋﻔﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻼﻕ ..
ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ
ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺳﻘﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﺒﺎﺭ ،
ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺰﻫﻮ ، ﻭﻓﺮﺡ ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ،
ﻓﺎﺷﺘﺎﻕ ﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ،
ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺣﻜﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﻪ !!
ﻟﻜﻨﻪ ﺣﻴﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﺟﺪ
ﺍﻟﺪﻛﺎﻥ ﻣﻐﻠﻘﺎً ،
ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ !!
= =
ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ
ﻭﻻﺗﺘﺴﺮﻉ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺃﻭ ﺭﺩﻭﺩ
ﺍﻻﻓﻌﺎﻝ ﻭﻻ ﺗﺘﺴﺮﻉ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺑﻞ ﻓﻜﺮ ﺃﻭﻻ ﻭﺩﻋﻮﻧﻰ ﺍﺫﻛﺮ
ﻧﻔﺴﻰ ﻭﺍﻳﺎﻛﻢ ﺑﻘﻮﻝ:
"ﻓﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ